المركز الفلسطيني للإعلام
حذّر اتحاد الأطباء العرب من التداعيات الخطيرة الناجمة عن الأوضاع الصحية السيئة التي يعانيها العالقون الفلسطينيون في رفح والعريش بشمال شرقي سيناء، وذلك بعد زيارة طبية إغاثية نفذها الاتحاد لأولئك العالقين.
ونقل مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، عن الدكتور عبد الفتاح إسماعيل، رئيس قسم الإغاثة الداخلية بلجنة الإغاثة والطوارئ "غوث" التابعة للاتحاد، قوله إنّ النتيجة النهائية للقافلة الإغاثية الطبية التي نظمها الاتحاد يومي التاسع عشر والعشرين من تموز (يوليو) الجاري، لصالح العالقين في رفح والعريش، تؤكد تدهور الأحوال المعيشية والصحية لهؤلاء الفلسطينيين.
وأشار إسماعيل إلى أنّ الأطباء المشاركين في القافلة "أجروا كشوفاً طبية لمئات العالقين، معظمهم انتشرت بينهم الأمراض الجلدية والتهابات المسالك البولية والاسهال، وهو أمر متوقع مع تكدّس عدد كبير من البشر في أماكن شديدة البُعد عن متطلبات الحياة الإنسانية الأولية"، وفق توضيحه.
وأضاف الدكتور عبد الفتاح إسماعيل قوله "شاهدنا كثيراً من الفلسطينيين الذين أجريت لهم عمليات جراحية منذ فترة قريبة، وبسبب طول الانتظار تقيّحت جروحهم والتهبت عظامهم بسبب فقدان الرعاية الصحية، ومعظمهم يحتاج دخول المستشفى بصفة عاجلة، قبل أن تتطوّر حالتهم إلى الأسوأ".
وأكد المسؤول الطبي الإغاثي أنّ "أعراض سوء التغذية والأنيميا الحادة بدت على نسبة كبيرة من العالقين بسبب سوء التغذية، كما أنّ 90 في المائة من المرضى الذين تكلّمنا معهم مصابون بأمراض الاكتئاب، وبعضهم وصل إلى الاعراض الأولية لفقدان الشخصية وازدواجيتها، وهو أمر متوقع في مثل هذه الأوضاع الحرجة ولكونهم عالقين لا يعلمون متى يعودون لبلدهم"، حسب ما ذكر.
ولفت إسماعيل، في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، الانتباه إلى أنّ نسبة كبيرة من الأدوية التي تمّ صرفها للمرضى "تدلّ على الضغط النفسي الشديد الذي يعيش فيه هؤلاء العالقون، مثل أدوية ضغط الدم وأمراض القلب والاكتئاب، إضافة إلى أدوية الأمراض الصدرية"، على حد توضيحه.
ومضى رئيس قسم الإغاثة الداخلية بلجنة الإغاثة والطوارئ التابعة لاتحاد الأطباء العرب، إلى القول إنّ "القافلة (الطبية الإغاثية) لم تكتفِ بإجراء الفحوصات الطبية ومناظرة الحالات وإجراء الكشف عليها في أماكن وجودهم (العالقين)؛ بل قامت كذلك بدعم توزيع ثمانمائة وجبة يومياً على العالقين، إضافة إلى توزيع مائتين وخمسين حقيبة مواد غذائية سعر الحقيبة الواحدة منها مائة جنيه".
يُذكر أنّ لجنة الاغاثة والطوارئ "غوث"، تقوم برعاية العالقين ومتابعة حالتهم الصحية والإنسانية منذ بدء الأزمة، وسبق أن نظّمت قافلة طبية في وقت سابق من شهر تموز (يوليو) الجاري للمرضى الفلسطينيين في مستشفى العريش وكذلك للعالقين في مطار العريش الدولي، بينما أنشأت اللجنة مطعماً مجهّزاً في العريش لتزويد العالقين بالوجبات الغذائية، بهدف الحدّ من تفاقم أوضاعهم.
